laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وبعد أن هدأت المور عاد المير إلى غرفته في القصر، وقد فشل حرسه في إيجاد الرجل الذي
حاول اغتياله.
"تبا للزبير! ما أقواه وما أذكاه! حتى هنا، في القدماء البعيدة جدا عنه، وصل إلي!" هكذا ما
انفك يفكر، واستسلم للفكرة التالية: "بالفعل، الزبير أفضل مني وأقوى... ل بد وأن هذا سبب كرهي
له قبل الثورة، ل بد أن هذا سبب غيرتي منه!"
وقد خاف كثيرا، وطفق يشعر بضعف واستسلم أمام الزبير، وأنه أشقى أهل الرض؛ لنه لن
يستطيع أبدا النتقام بعد أن فقد كل أهله، بل كل شيء. وعاش في جحيم، رغم أنه أحيط بالقصر
والمال والنساء وغيره مما وفره له السلطان.
***
أتى المير عماد، لزيارة صديقه المير ريان، في غرفة الخير في قصر السلطان زاهي.
دخل عماد، فوجد ريانا جالسا على كرسي في الغرفة ينظر من النافذة، وهو يائس مستسلم
منكسر.
حيا عماد ريانا، فرد الخير عليه ببرود.
حاول عماد الحديث معه في أمور عامة، بيد أن ردود الخير كانت مختصرة وقصيرة.
مما دفع عمادا لن يقول: ريان، هنالك أمر أريد محادثتك فيه منذ زمن طويل.
انتظر عماد ردا من ريان، غير أن الخير ظل صامتا.
ثم قال عماد: إلم ستظل يائسا مستسلما؟! عليك أن تستجمع قواك.
لم يرد ريان، بل لم يرمش له جفن، وظل صامتا.
ثم قال عماد: ريان، أرجوك... عليك العودة إلى البقاء، وتحريرها من براثن الوغد الزبير
والنتقام منه.
التزم ريان الصمت من جديد، ولم يتحرك لكأنه صنم!
مما دفع عمادا ليقول: ريان، أرجوك أجبني... بأي شيء.
فقال ريان بيئس: أي بقاء؟! وأي انتقام؟! وأي تحرير؟!... لقد ضاع كل شيء... لقد انتهى كل
شيء... لم أعد أملك شيئا هناك... ل الراضي، ول الرجال، ول المال... وذلك الحقير قوي جدا،
ويمسك بزمام المور... علي أن أنسى المر، وأن أظل أتعذب كما أنا الن، إلى أن يقهرني
الموت.
"ما هذا الكلم؟!" قال عماد مستغربا، وأكمل: عليك أن تنتصر... ل بد من وسيلة... ل تستسلم.