رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

دعاهم الملك الفتي فورا للقائه في أكبر قاعات القصر. تحمس الملك أنيس بحماسة الشباب لرؤية


هذا الزبير، الذي بات أسطورة حررت البقاء، وقلبت نظام الحكم الذي استقر لقرون فيها. وفي


البداية ظن الملك أنها مجرد خدعة من أعمامه وغيرهم، لكنه بالفعل وجد الزبير ومعه جنوده


يلبسون الزي الخاص بهم.


"كيف حالك، مولي؟" قال الزبير، ليثير التعجب في صدر الملك الفتي الذي لم يصدق أن


الزبير السطورة يناديه ب "مولي".


ولكن فجأة اشتعل الغضب في صدر الملك أنيس؛ لن الزبير قتل أخاه ميمونا، فقال: ماذا تريد؟!


ولماذا أتيت؟! ل بد وأنك تخطط لمكيدة ما تجاهي.


"ل، يا مولي" قال الزبير بهدوء، وأكمل بالهدوء ذاته: أنا هنا لمساعدتك.


فقال الملك أنيس بعنفوان الشباب وحماسته: أنا لن أقبل مساعدتك، بل سأقتلك لنك قتلت أخي


ميمونا.


اسود وجه الزبير، ولم يعرف بما يرد، عندها تقدم الداهية وقال: إذا فعلت هذا، فأنت مقتول ل


محالة.


ازداد غضب الملك أنيس، وقال: تهددني... ووسط بيتي!


ثم نظر إلى جنوده في القاعة، وقال: اقتلوهم جميعا.


فهموا بذلك، قبل أن يقول الداهية: حاشاك، يا مولي، أن أهددك. ومن يستطيع فعل ذلك؟!


فأشار الملك أنيس لجنوده بالتوقف، فتوقفوا، وقال أنيس: ما معنى كلمك إذاً؟!


"مولي" قال الداهية بخبث، ثم أكمل: من سيقتلك ليس أحد أقرباء الزبير أو من يحبونه، انتقاما


له، وإنما أعمامك؛ فمقتل الزبير سيعني مقتلك على يد أعمامك.


اتسعت عينا الملك أنيس على أقصى اتساع، وقال متعجبا: وكيف ذلك؟!


فأجاب الداهية: أعمامك يتقدمون عليك في الحرب بكثير، ومن خلل عيوني المنتشرة في


مملكتك، فعدد جنودهم يفوق عدد جنودك بأربعة أضعاف.


تفاجأ الملك كثيرا؛ فتقدير عدد الجنود كان صحيحا تماما، واستغرب كيف تمكن الداهية من


معرفة مثل المعلومة الدقيقة جدا عن شيء في عقر مملكته، ول يعلمه إل عدد قليل من الناس.


وأكمل الداهية: الزبير أتى هنا؛ لنه يريد دعمك ضد أعمامك، وسيمدك بعدد من الجنود أكبر


بكثير من عدد جنودهم مما سيمكنك من القضاء عليهم... لكن إذا قتلت الزبير الن، فأنت ستقتل


نفسك بيديك!


هدأ الملك الشاب، وبدأ يتفكر بعمق فيما سمعه.

Free download pdf