laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ومر وقت، ثم تقدم الزبير للمام وقال: مولي، أنا هنا لعرض صداقتي عليك، فهل تقبلها؟ أنا
ليست لي أية مصلحة في مملكتك هذه... والن في هذه اللحظات العصيبة، مصالحنا تستدعي أن
نكون أصدقاء... اقبل صداقتي، ودعنا نشكل حلفا فولذيا يقضي على أعدائنا... أريدك فقط أن
تتخيل ماذا سيحدث لعمامك الذين بغوا عليك وآذوك، وكيف ستدمرهم شر تدمير لو اتحدت
معي... انسَ الماضي، عائلتك ظلمتني، وأنا ظلمت عائلتك، والن كل طرف قد أخذ حقه من
الخر، فلننسَ ما حدث، ولنبدأ صفحة جديدة.
تفكر الملك بعمق أكبر، وظل يتفكر لوقت طويل، ثم تنهد وقال: دعوني أتفكر فيما قلتماه،
وسأرد لكما جوابا.
ثم طلب من جنوده أن يصحبوا الزبير ومن معه إلى جناح الضيوف في قصره، ففعلوا. لم يلتق
الملك بالزبير طيلة عشرة أيام، قدم فيها خدم الملك ما لذ وطاب من طعام وشراب للزبير ومن
معه، وأحسنوا خدمتهم. طول هذه المدة، وامتناع الملك عن لقاء الزبير، أثارا القلق في نفس
الخير، لكن الداهية بابتسامته الصفراء ظل يطمئن الزبير بأنه سيحصد ما يريده عاجل أم آجل.
وبالفعل، في نهاية المطاف وافق الملك على خطة الزبير، بعد تفكير مضن، واستشارات مطولة
لمستشاريه. لقد كان داهية الكثبة داهية بالفعل، واعتمد في مفاوضاته على دراسته لنفسيات الناس،
واللعب على نقاط ضعفهم. لقد أردك جيدا أن أنيسا شاب فتي، قُتِل أخوه ومعشوقه ميمون؛ مما
كسر قلبه وأثار الرعب والخوف فيه. كما أنه استلم المُلْك صغيرا، وعليه ضغوطات هائلة من
أعمامه الذين يفوقونه قوة وخبرة. كل هذا جعله إنسانا مهزوزا. والنسان المهزوز لتجعله يرضخ
لك، ما عليك سوى إخافته وهذا ما فعله الداهية تماما!
وهكذا أرسل الزبير قوته لدعم أنيس، وهزموا الطرف الخر. ولما بات الملك أنيس على شفا
طحن أعمامه، زعم الزبير أنه بحاجة قواته التي أرسلها لنيس، لشأن داخلي فسحبها منه. وجعل
تجارا – ل يعرف أحد أنهم من طرف الزبير – يبيعون السلحة والخيول لعمام أنيس بأسعار
زهيدة ليقويهم ضد الخير. ثم تقدم العمام من جديد على أنيس، فسارع الزبير لتزويد الخير
بقواته من جديد! وهكذا ظل الزبير يتقلب بين دعم الطرفين، دون علم أحد بذلك، ليبقي الحرب
مشتعلة؛ لنه خشي إن انتصر أحد الطرفين أن يتفرغ لغزو البقاء. وهكذا أثبت الزبير من جديد
مدى ذكائه ودهائه، وأنه هو دائما من يتحكم بخيوط اللعبة.
وبعد مدة، سرت الشائعات في البقاء والهيجاء، بوجود صداقة سرية بين الزبير والملك أنيس.
***