الفصل التاسع
البوبة
(( 34 ))
وأخيرا، وبعد شهور استقرت المور للزبير، وبدأ يستمتع بالملك والحكم والثراء والنساء،
وطفق يتفكر في شؤونه ومصالحه الخاصة، وكيفية إسعاد نفسه أكثر وأكثر.
منذ أهدته سمية ذلك الخنجر الذهبي - الذي أجهز به على جل خصومه الذين حالوا بينه وبين
حلمه الشخصي في الملك والحكم - وهو يمسك به ويمعن النظر فيه، والهم يفكر في الشخص
الذي أهداه إياه. وقد زاد كل هذا أضعافا مضاعفة بعد هدوء المور واستقرارها واستتباب الحكم
له.
ما لم يعلمه أحد سوى الزبير، وهو أنه منذ أول ما رأى سمية، وهو يفكر بها، ويحسد أمينا أشد
الحسد عليها، ويتمنى لو أنها له. الزبير عانى منذ طفولته وحتى كبره، من فقر في الحنان. وذلك
يعود لنه يتيم الب منذ صغره، وموت أبيه مبكرا جعله يشعر بأنه وحيد، خاصة أن البدو غير
معتادين على الحنان، وزاد كل هذا أضعافا بعد مقتل جده. لذا كانت سمية هي ما سيعوضه عن كل
ما فاته وعن كل من فقدهم، وستكون أمه وأخته وابنته وحبيبته وزوجته، وستنسيه كل الحزان.
"ولكنني ل يمكن أن أفعل شيئا!" هذا ما لطالما فكر به منذ لحظة رؤيته لها، واستمر هذا التفكير
حتى بعد تتويجه ملكا، وحتى بعد استقرار الحكم له. ولكن أخيرا وصل هذا إلى نهاية، فمع التفكر
العميق المستمر، فكر الزبير: "الغاية العظيمة تبرر الوسيلة القذرة... أي شيء مباح في الحب
والحرب... لقد فعلت أشياء أسوأ بكثير... ضحيت بأخي... والن سأضحي بأشياء أقل أهمية من
أجل سمية".
سمية محبوبة الزبير السرية، بل هي أكثر ما أحبه قلبه في حياته كلها!