رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

دخل الملك ذو الندب القاعة الواسعة، فوجد المرأة التي يحبها من كل قلبه، وفرح كثيرا لما


رآها، لكنه أخفى فرحته؛ لنه أحس أنها تعلم بما حدث بينه وبين زوجها.


"مرحبا، يا سمية" قال، وأضاف: لقد نورت القصر بحضورك.


لم ترد عليه سمية، التي كانت تشع غضبا، وعيناها مفتوحتان على أقصى اتساعهما، والعبوس


يحتل كل مكان في وجهها. لم يسبق للزبير أن رآها بمثل هذا الحال، بل بما عهده عنها من شدة


نعومتها، لم يتوقع يوما أن يراها بمثل هذا الحال.


وبعد مدة من الصمت، قالت بصوت غاضب: إلى أي درجة بلغ مرضك، أيها المعتوه؟ّ! لقد


أخبرني أمين بكل شيء.


صعق من كلمها، فل أحد يحادثه هكذا، وغضب كثيرا، لكن حزنه فاق غضبه بمراحل؛ لنه


أحب سمية من كل قلبه، وآلمه أن تحادثه بهذه الطريقة.


تغاضى عن كل هذا، وقال بصوت هادئ حزين: وبم أخبرك، حتى أعرف بما أرد؟


"تتظاهر بأنك ل تعلم!" قالت، تنهدت واستجمعت قواها، ثم قالت: أخبرني بخطتك بأن يطلقني


لتتزوجني.


ازداد ذهوله، لكنه سيطر على نفسه وقال بهدوء مستفز: كيف تصدقينه؟! هذا رجل فاشل ل


يميزه عن غيره سوى أنه يملك المال الكثير... أنا لم أطلب منه أن يطلقك لتزوجك... فقط أخبرته


أنني أستحقك أكثر منه.


لم يكن ما قاله مقنعا، لكن هذا هو فقط ما استطاع الخروج به في هذا الموقف الذي اتسم بقمة


الحراج له.


ازداد الغضب على وجهها، وبدا عليها الشمئزاز العظيم مما سمعته، وقالت: أمين ل يكذب


علي، ولم يكذب قط، ولن يكذب أبدا... وحتى ولو كذب فهو أصدق من رجل قتل رجل وثق به


كابنه... إياك أن تمس زوجي وحبيبي بأي سوء؛ لنك ستدفع الثمن غاليا.


استاء الزبير كثيرا، لنه أحس أنه سيخسرها للبد.


ثم قال: هو يغار مني، ورغم أنني لم أطلب منه تطليقك، أل ترين فعل أنني الحق به منك وأنني


الفضل لك وأنك ستسعدين أكثر بعشرات الضعاف، عندما تتزوجينني؟!


قال هذا بعد أن أدرك أنه حان وقت الصراحة، ولم يبق هنالك شيء يخسره.


ازداد اشمئزازها، وقالت بحزم: أنت مجنون بالفعل، ومريض كذلك... أنا أحبه ولن أتركه، هل


تفهم؟!


التفت وغادرت بسرعة، وبينما هي تفعل ذلك التفت وصرخت بغضب: إياك أن تؤذيه؛ لنك


ستدفع الثمن غاليا... أنت ل تعرفني جيدا... أنا أعشقه بجنون، وسأدمر العالم لجله.

Free download pdf