رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

كما أنه ستؤخر وصولهم للفتناء، وزد على ذلك أنهم لم يريدوا أن تجدها قوات ريان، فتصحبها


معها وتستخدمها أثناء حصار الزبير.


وقد أمر الزبير متعمدا، بأن تتوجه ثلث قواته التي تبقت بعد الثورة الجديدة، إلى الكثبة، وأن


يبقوا هناك. وأمر أن يتوجهوا إلى هناك في جماعات قليل عدد أفرادها قلة شديدة، حتى ل يعلم أحد


بتوجه ثلث جيشه إلى هناك. وأمر متعمدا ابن أخيه سهيل شيخ قبائل الكثبة، أن يبقى بدو الكثبة


المقاتلين فيها، وكذلك أن يبقى ثلث الجيش الذاهب هناك فيها، إل إذا أتاهم أمر بالتحرك.


***


وهكذا تجمع الزبير وجل التابعين له في الفتناء، إذ أقام الزبير وآله وأكثر المقربين إليه وكبار


القادة في قلعة الفتناء الكبرى، بينما انتشرت قواته في شتى أرجاء المدينة الحصينة المنيعة. وطفقوا


ينتظرون قدوم قوات ريان.


وزحف الثوار لحقين بالزبير وقواته حتى سيطروا على كل المناطق في طريقهم من المعتزة


إلى الفتناء، وعسكروا هناك وأحكموا حصار الزبير وقواته من كل الجهات، عدا الجهات التي


أطلت من خللها المدينة على البحر الرمادي وبحر الدم. وبلغت قوات ريان عدة أضعاف قوات


الزبير. ووجدت قواته في طريقها إلى الفتناء كل المناطق الزراعية محروقة، فلم يتمكنوا من


الستفادة منها، كما وجدوا المدن والقرى في الطريق مفرغة من البضائع والطعمة والشربة، مما


جعل أمراء الثورة يوقنون بأن الزبير تعمد فعل كل هذا.


قرر ريان التوجه مباشرة إلى الفتناء؛ لن الولوية هي القضاء على الزبير، لذلك لم يكترث


بفرض سيطرته على مناطق البقاء المختلفة، فظلت كثير من المناطق دون سيطرة المير، ومنها


صحارى الكثبة الموالية للزبير، خاصة وأن ريانا أيقن أن المور ستنتهي بسرعة، وأنه سيقضي


على الزبير بسرعة كبيرة، وبعدها سيتفرغ لفرض سيطرته على البقاء، ومناطقه المختلفة ومنها


الكثبة.


وبدأ الحصار، وبدأت اليام تمر وتمر، ولم تتمكن قوات ريان من إجبار الزبير على الخروج


لمواجهتها. وبعد مرور الشهر الول، طفق التوتر يجتاح ريانا ومعسكره وكل من معه، ل سيما


أمراء الثورة، وكلما مر الوقت، ازداد التوتر والقلق وحتى الخوف لديهم.


ثم مر شهران آخران، جعل سمية تتساءل: كيف استطاع الصمود طيلة هذه الفترة؟!


فرد ريان: ل بد وأن لديه مخزونا هائل من البضائع والطعام والشراب... غالبا، جمعها من


المدن والقرى في الطريق بين المعتزة والفتناء.


وبالفعل صدق تحليل ريان، فالبضائع والطعام والشراب الذين جلبهم الزبير من المدن والقرى


في الطريق كانت كثيرة جدا، وكفته جيدا، مما جعله قادرا على تحمل الحصار ورفض الخروج.

Free download pdf