رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

أحد الفارين من المعركة والمنتمين لمقاتلي الفيحاء، عاد فورا إلى معسكر ريان، وطلب لقاءه


فورا؛ لخباره بالمر الجلل الذي قد حدث، فوافق ريان على لقائه.


حيا الرجل ريانا، فبادله التحية، وقال فورا، وهو متعب منهك: مولي... باغتتنا قوات تابعة


للزبير، وانتصرت علينا، والمغيرة قتل في المعركة.


فتح ريان عينيه على أقصى اتساعهما، ولم يصدق آذانه، وتمنى لو أن ما سمعه مجرد كذب.


أحس بدوخة، وأنه سيفقد الوعي من هول الموقف. فهذه مفاجأة جديدة من الزبير لم يكن لها حساب


عند ريان، الذي تساءل من أين خرج الجنود التابعون للزبير، وهو يحاصره منذ أشهر كثيرة ويمنع


النمل حتى من مغادرة الفتناء. أحس ريان أن أمراء الثورة باتوا حجارة شطرنج يتخلص منهم


الزبير الواحد تلو الخر، وأحس أنه – أي ريان – مجرد لعبة تافهة حقيرة، يحركها الزبير كيفما


يشاء بخيوطه.


وسرعان ما أعلم ريان كبار قادة جيشه بما حدث، واستشرى الخبر في الجيش حتى علمت به


سمية.


فأتت على خيمة ريان، وطلبت لقاءه.


دخلت عليه منهارة أقصى انهيار، وعيناها وما حولهما منفوخون من شدة البكاء. وبدت علمات


الضعف والوهن عليها.


فقالت: لقد خدعنا الوغد.


ثم انفجرت بالبكاء.


فسارع ريان، وأمسكها من كوعيها بكفيه، وقال: اهدئي... سأنتقم للمغيرة وسليم والجميع...


اهدئي... نحن اقتربنا من بغيتنا... سوف آتيك برأس الزبير وبرؤوس كل من معه... أعدك بذلك...


ما تزال دفة السفينة بأيدينا ل أيديه، ونحن الذين نحاصره ونحشره في بقعة ضئيلة.


قال ريان هذا وهو يتساءل هل ما زال هنالك مفاجآت أخرى من طرف الزبير، أم إنه استنفد كل


أوراقه؟!


وكان ريان قد قرر - منذ علمه بمقتل المغيرة – عدم ملحقة قواته للقوات التي يقودها سهيل،


فذلك صعب، وقد يظل سهيل يهرب في شتى أرجاء البقاء، التي خلت من أي مقاتل من الطرفين،


وستظل قوات ريان – لو أرسلها – تلحق سهيل وجيشه، مما سيقلل عدد القوات المحاصرة


للزبير، وسيضعف موقف ريان الذي أراد التركيز على شيء واحد، رجل واحد، الزبير.


استمر حصار ريان للزبير عدة أشهر، وتعجب الول كيف استطاع الخير الصمود تحديدا في


الشهور الخيرة! فحتى لو جلب كل بضائع وطعام البقاء في طريقه هاربا من المعتزة إلى الفتناء،


فإنها حينئذ ستكون قد نفدت، فمن أين له الطعام والبضائع الكافية للصمود في الشهور الخيرة؟! لم

Free download pdf