رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ثم قالت حورية: تبا له... ل تخافوا من الوغد... إنه إبليس بل أسوأ، كان سيضحي بشابين يافعين


لطالما زعم أنهما ابناه!


وفي الغرفة وقف عكرمة دون حراك؛ فهو ل يملك شيئا يفعله، ورغم قسوته وشدته، دمّعت


عيناه ألما على ما حدث؛ فحتى قسوة عكرمة العارمة، ل تضاهي - على الطلق - قسوة الزبير.


وأما زمردة فقد بكت البكاء الشديد، حزنا على ما حدث للشابين.


أما المغيرة وبينما هو في طريقه من الفتناء إلى الفيحاء، لحق به القائد الذي أوصاه بمراقبة ما


سيفعله الزبير بابنيه. وأخبره أن الزبير لم يؤذ أبناءه، فارتاح المغيرة وسر وفرح، وزال


الضطراب الذي اجتاحه منذ لحظة تهديد الزبير له. وأحس أنه مستعد الن، لي شيء - حتى


الموت - براحة، ما دام ابناه بخير.


عاد القائد الذي أبلغ المغيرة بما حدث إلى معسكر ريان، واستمر المغيرة وقواته في رحلتهم


نحو الفيحاء.


وفي طريقهم مروا بمنطقة اسمها الشويرية، وهي صحراء فيها بعض الزرع وتحوي جبال


شاهقة كثيرة تحيط بأرض مبسوطة. ما لم يعلمه المغيرة ول حتى ريان ول سمية ول كثير من


أتباع الزبير، أن سهيل وقوات الكثبة التابعة له وثلث قوات الزبير – المتبقية بعد ما فعله ريان


وقواته بقوات الزبير- انتظرت في جبال الشويرية. وعندما أصبح المغيرة وقواته في الرض


المبسوطة بين الجبال، وأحاطت به قوات سهيل، أغارت الخيرة على قوات المغيرة.


شكلت قوات سهيل ما يقرب ثمانية أضعاف قوات المغيرة. ولما رأى المغيرة وقواته قوات


البدو وقوات الزبير، متجهة نحوهم من الجبال بهذا العدد المهول، جزعوا وارتعبوا وتفاجؤوا.


واندلعت المعركة واتسمت بالشراسة والقوة، غير أن كفة سهيل رجحت على كفة المغيرة؛ لن


قوات الول فاقت قوات الثاني بكثير. كما أن قوات الول تمتعت بالتدريب والنضباط العسكريين،


بينما قوات الثاني تشكلت من مقاتلين عاديين من أهل الفيحاء.


أما المغيرة فقاتل بشراسة، ففي البداية كلما هاجمه أحدهم قتله المغيرة دون رحمة، وبعد مدة


وبعد أن كثر القتل في قواته، لم يرض المغيرة بالفرار، بل بادر قوات سهيل بمهاجمتهم، ولم يؤثر


الكرش ول الوزن الزائد كثيرا على قوته؛ فما زال يتمتع بلمسة المحارب، وفن المقاتل. وطفق يقتل


من قوات سهيل، حتى قتل منهم الكثير، وفي إحدى اللحظات هاجم ثلثة فرسان معا المغيرة، لكنه


قتلهم وحده جميعا. وظل يندفع نحو قوات سهيل، ويقتل منهم، إلى أن تجمع حوله ثمانية مقاتلين


وبينما يقاتلونه غرس أحدهم سيفه في ظهر المغيرة من الخلف، ثم أجهز عليه آخر بطعنه في بطنه


من المام، فسقط عن جواد، وخر قتيل.


وهكذا ظل المغيرة يقاتل حتى آخر لحظة، وقُتِل الفارس المغوار البطل وهو يقاتل ولم يمت ميتة


الجبناء، وعزاؤه الوحيد في لحظات مقتله، أنه اطمئن جيدا إلى أن ابنيه بأمان.


***

Free download pdf