رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فغضب الزبير، وقال مخاطبا الداهية بغضب: ل يهمني أي من هذا. أنا تهمني سمية وحسب. ل


أريد قتلها وهذا أمر نهائي.


ثم صرخ في كل الحاضرين: ل أحد يقتلها، هل هذا مفهوم؟


فالتزم الداهية الصمت، وحزن كثيرا؛ لن الزبير وبخه لجل المرأة التي أضاعت ملك الزبير،


والبقاء بأكملها.


جميع الحاضرين استعجبوا كيف أن الزبير، الرجل القاسي جدا القوي جدا يسامح امرأة ضيعت


كل ملكه! وأدركوا حينها أنه يحبها حبا جنونيا ل مثيل له، وأنه ل يوجد في البقاء كلها رجل يعشق


امرأة بالجنون والزخم نفسيهما، اللذين عشق بهما الزبير سمية.


ثم أرسل الزبير – عبر الحمام الزاجل – رسالتين إلى سهيل وقائد جيش ياقوتة، اللذين حاصرت


قواتهما معسكر ريان. أخبرهم عبر الرسالتين بقراره بعدم قتل سمية. فعاود كلهما إرسال رسالة


– عبر الحمام الزاجل- إلى الزبير يخبره – من خللها – بأنه موافق ومتفهم للمر.


***


وحان اليوم الموعود. ففي صبيحة ذلك اليوم، استيقظ الزبير بهناء وراحة، على العكس من


ريان وسمية اللذين استيقظا في ريب وشك وارتباك.


ومن شدة استرخاء الزبير، جعل حلقه الخاص، يحلق له حلقته المعتادة، فحلق جانبي رأسه


ولحيته وشاربه فلم يبق في أي من هذه الماكن أية شعرة.


وعند العصر، فتحت أبواب الفتناء فجأة، فخرج الزبير يقود قواته، والنسور السوداء يحيطون به


ويحمونه. وضم جيشه فرقة الزنوج بأكملها.


شاهد ريان وسمية كل هذا، وقال لها: أخيرا الوغد أذعن وخرج لنا!


غير أنه لم يعلم أن الزبير – ومن جديد – حضر له مفاجأة، وهذه المرة مدوية للغاية.


ففجأة خرج مقاتلو الهيجاء، وهم يلبسون لباسهم السود والذهبي المعروف عنهم.


فتفاجأ ريان وسمية مما رأياه، واجتاحهما الخوف والريبة.


وقالت سمية – وصوتها يتهدج والعبرات تترقرق في عينيها غير مصدقة ما تراه-: سنهزم...


الحقير سيهزمنا... انتصر بعد كل الظلم الذي فعله... كيف سننتصر وحدنا على أربعة جيوش... تبا


له... تبا له... ل أصدق أن أهل الظلم سيهزمون اهل الحق...


ثم ركعت على ركبيتها، وجعلت تهذي باكية: تبا له... تبا له...

Free download pdf