رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فأمسكها ريان من كوعيها، وساعدها على الوقوف، وقال: اهدئي، يا سمية... نعم، نحن غالبا


سنهزم... ولكن لدينا أمل حتى اللحظة الخيرة... وأعدك أن أولويتي ستكون قتله... ل يهمني من


سينتصر ومن سيهزم... سأظل ألحقه حتى أقتله، ولقتلْ بعد ذلك... ل يهني المر.


ثم نادى ريان، قائد حرسه الخاص، وقال: اسمعني جيدا، أولويتكم في هذه الحرب، حماية سمية


ل حمايتي. فلتبق أنت وخمسون حارسا من حرسي معها أينما ذهبتْ، ولتحرسوها حتى آخر قطرة


دم من آخر مقاتل منكم... خذها إلى طرف المعسكر، وظل اصحبها إلى أقل الماكن من حيث عدد


المقاتلين والقتال.


فأومأ القائد برأسه مبديا تفهمه، ثم خاطب سمية: هيا، يا مولتي. لنذهب.


فذهبت معه، وهي منهارة حزينة هاذية بالشتائم واللعائن على الزبير.


لم يستطع ريان تهريب سمية من الحرب؛ فقد حوصر جيشه من كل الجهات.


واستعد جيش ريان، وباقي الجيوش للمعركة.


ثم صرخ الزبير صرخة قوية عنيفة انتشر صداها في كل مكان: هجوم.


وانطلق الزبير صحبة جنوده، وجنود الهيجاء نحو جيش ريان. وفي الن نفسه انطلق جيش


سهيل وجيش ياقوتة نحو جيش ريان.


جعل الرماة في جيش ريان، يطلقون السهام التي اصطاد كثير منها من جنود العداء، غير أن


ذلك لم يحدث فارقا كبيرا، فعدد أعدائهم فاقهم بما يقرب الستة أضعاف.


واشتبك المعسكران معا. وطفق الزبير يستخدم سيفه وخنجره وهو يقتّل جنود ريان الواحد تلو


الخر بينما صحبه النسور السوداء في كل مكان، وقتلوا كثيرا ممن حاولوا إنهاء حياة الزبير. أما


قيس والداهية وسهيل، كل منهم قتل بسيفه وخنجره الكثير من مقاتلي ريان.


أما ريان، فلم يكن بالمقاتل الهين، فذاقت طعمَ سيفه أجسادُ مقاتلي أعدائه، وقتل منهم العدد


الهائل، وهو يستخدم أسلوبه في القتال، بأن يمسك مقبض سيفه بيديه الثنتين.


واستمرت المعركة، وكثر القتل في صف ريان، بفارق أضعاف هائلة عن القتل في صف


الزبير.


ومنذ البداية ما انفك ريان يحاول ملحقة الزبير لقتله، وظل يفشل في ذلك، إلى أن حل المساء؛


فقد وصل ريان إلى الزبير الذي أحاط به النسور السوداء. وبالفعل – كما وعد ريان سمية – شكل


قتل الزبير هاجسه الول، ل النتصار في المعركة؛ لن ذلك كان شبه مستحيل.


"أيها الكلب الخائن، لن أغادر هذه الحياة إل وقد قطفت رأسك" صرخ ريان مخاطبا الزبير.


في تلك اللحظة لم يكره اثنان أحدهما الخر، كما كره الزبير وريان أحدهما غريمه.

Free download pdf