laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ثم قال الزبير بشماتة وتشفّ وهدوء - وسيفه وخنجره مغروسان في جسد ريان، بل رحمة ول
رأفة، ول تقدير لخلق الفرسان -: خسئت – أيها الوضيع – أن تهزمني.
وسقط ريان قتيل وهو مذهول حزين مقهور، بينما فرح الزبير دون أن يتضح ذلك عليه، وفرح
النسور السوداء، وقد ظهرت علمات الفرحة والبتسامات جلية على وجوههم.
واستمر القتال في الحرب الشرسة حتى طحنت جيوش الزبير وحلفائه، جيش ريان، وتألق قيس
والداهية وسهيل، غير أن المتألق الكبر كان الزبير، الذي قاتل في هذه الحرب أفضل قتال في
حياته.
وبما أن جيش ريان حوصر من جميع الجهات؛ فقد قل عدد الهاربين منه من أرض المعركة.
أما سمية فمنذ بداية المعركة، ظل قائد حرس ريان، والخمسون الذين معه، يحمونها، ويتنقلون
معها، من منطقة إلى أخرى، بحثا عن المنطقة التي فيها أقل قتال وجنود. وطفقوا يقتلون الواحد تلو
الخر. وفي خضم المعركة قتل قائد الحرس. وظل حراسها يُقتلون حتى لم يظل معها سوى ثلثة
حراس. وفي نهاية الحرب، ظلت سمية وحيدة، وبينما حاولت الهرب، ركض نحوها جنود جيش
الزبير، بسرعة كبيرة، وهم يخاطب أحدهم الخر بعبارات مثل: "ل تقتلها"، "إياك أن تقتلها"، "ها
هي سمية، أمسكوها وهي بخير".
وبينما حاولت سمية الهرب، تعثرت وسقطت، ثم عاودت النهوض وركضت بسرعة، ومع ذلك
فاقت سرعة الجنود سرعتها – بالطبع – وتمكنوا من المساك بها حية؛ ليتجنبوا غضب الزبير،
الذي توعد من يقتلها بالجحيم على الرض.
ظل الرعب يحتل قلب سمية من قبل أن تندلع المعركة أصل، غير أنه بلغ أوجه عندما أمسك
الجنود بها.
الزبير كان قد خطط لكل خطوة فعلها منذ تركه للمعتزة وحتى انتصاره على ريان وسمية. ففي
اليوم الذي أُعْلِمَ فيه في القاعة الذهبية بما حدث، وبعد أن جلس وحيدا يتفكر فيما سيصنع، وضع
هذه الخطة بكل خطوة من خطواتها دون استثناء.
"لماذا انتظر الزبير طيلة هذه الفترة من حصار جيش ريان له؟!" والجواب هو أن الزبير أراد
امتصاص حماسة ريان ومن معه، وإتلف أعصابهم نهائيا، قبل أن ينقض عليهم، وبذلك يضمن
النصر المبين.
***