رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

في تلك اللحظة، أدرك الزبير أن النفسية والمعنويات – ل القوة الجسدية – هي التي ستحسم


المبارزة. لقد كان ريان ككتلة جمر كبيرة ملتهبة؛ فالزبير دمر حياته بالكامل والنتقام منه وحده ما


سيريحه. لهذا كله قاتل ريان في تلك المبارزة بكامل قوته الجسدية، بل ربما بقوة أكبر من قوتة


الجسدية كاملة. لذا قرر الزبير أن يلعب على نفسية ريان؛ ليتمكن من قتله.


وفي تلك اللحظة - كما اعتاد الزبير دوما – قرر الدمج بين أسلوبي أخيه وجده، أسلوبي الحكمة


والقوة.


بدأ أول باستخدام أسلوب أخيه –أسلوب الذكاء والعقلنية والحكمة- وبدأ يستفز ريانا، فقال:


أتدري ماذا، يا ريان؟ هل تعلم أن أباك جبان، حتى إن اسمه الملك الهارب. إنه جبان وضعيف،


ولقد خاف كالكلب عندما قتلته. هل تعلم أنني بصقت على جثته بعدما قتلته؟! أما أمك وأختك فهما


مجرد عاهرتين أنهيت حياتهما، كما تُنْهى حياة الخراف في العياد.


ونجح الزبير باستفزاز ريان، الذي اجتاحه غضب عارم، حتى إن قلبه المشتعل الملتهب كاد


يخرج من صدره. فهاجم بغضب وجنون ودون تركيز الزبير.


عندها استخدم الزبير أسلوب جده – أسلوب القوة – وجعل يقاتل بكل حماسة وتركيز.


جعل ريان يتحرك كثيرا، ويندفع بقوة مهاجما الزبير الذي لم يتحرك كثيرا، واكتفى بصد


ضربات غريمه بسيفه أو خنجره أو كليهما معا. وظلت المعركة على هذه الحال، وما انفك الزبير


يستفز ريانا، فمثل أثناء المبارزة، قال الزبير: أتعلم لم كنت تكرهني بجنون؟... لنك كنت تغار


مني... أتعلم لماذا؟ لنك علمت في قرارة نفسك أني أفضل منك وبكثير... حتى أبوك عرف ذلك،


وأحبني أكثر منك...


وكلما قال الزبير شيئا مستفزا، هاجمه ريان بقوة واندفاع دون تركيز ودون فائدة.


وهاجم ريان الزبير في إحدى اندفاعته فصد الزبير ضربه سيف ريان، بخنجره وسيفه معه،


والتحم جسداهما معا ودفع أحدهما الخر.


وكان ريان قد تعب كثيرا وأنهك كثيرا وفقد تركيزه تماما، من كثرة الحركة والغضب، في حين


لم يتعب الزبير كثيرا؛ فحركته أقل بكثير، وتركيزه أكبر بكثير.


وهاجم ريان من جديد مندفعا يقصد قتل الزبير، فصد الزبير سيف ريان بخنجره، فطعن ريانا


المنهك عديم التركيز بسيفه طعنة اخترقت بطنه حتى خرج سيف الزبير من ظهره، فأجهز عليه


بطعنة من خنجره الذهبي، الذي أهدته إياه – قبل سنوات كثيرة – حليفة ريان نفسه.


وسالت الدماء غزيرة من جسد ريان من محل طعنات الزبير، وسال الدم غزيرا من منخريه،


وبزرت عيناه والعروق في عنقه، وهو غير مصدق أن قاتل أبيه وأمه وأخته، قتله، وأنه فشل في


النتقام، وأن الظلم هزم الحق.

Free download pdf