laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
استغربوا جميعا من مخاطبته لهم بالقوم؛ ففي ذلك الزمان والمكان، تعامل الحرار باستعلء
وطبقية مفرطينِ مع العبيد. ولم يرد أحد التحية على الزبير؛ فأنى لعبد مستضعف أن يرد على
أعظم رجال الكثبة كلهم؟!
فقال الزبير بصوت عال: أل يرد أحدكم التحية؟!
كانوا جميعا ينظرون إلى الرض بخضوع وذل، ولم يرد منهم أحد.
"يا قوم، ردوا التحية" قال الزبير بصوت عال استمر طيلة الجتماع.
لما قال ذلك، عدوه أمرا، فقال بيدق: أهل بمولنا وسيدنا.
فتبعته الصوات ترد التحية على الزبير.
فرح الزبير، ثم قال: ما شعوركم تجاه رجل لو حرركم وجعلكم أحرارا، بل من أكرم الحرار
في البسيطة كلها إلى أبد البدين؟!
تفاجؤوا جميعا، حتى بيدق الذي لطالما ظهرت عليه علمات الرصانة، عل التعجب محياه.
فقال الزبير: أتبادلونه الوفاء والمحبة؟! أتكونون له السد الحامي والحصن المنيع؟! أتعتبرونه
الخ والصديق؟!
لم يجرؤ أحدهم على الرد.
فنظر الزبير إلى بيدق، وقال: أجبني، يا بيدق.
ظل بيدق ينظر في الرض وقال: يا مولي، نحن نحبك وأوفياء لك ولجدك وأخيك الراحلين منذ
القدم. وإذا حررتنا فستمتلك قلوبنا وأفئدتنا إلى البد، سنحبك أكثر من آبائنا وأبنائنا... هذا الكلم
ليس نفاقا، وأنت تعلم أني لم أنافق - حتى سيدي - طيلة عمري، هذا كلم ينبع من قلب صادق.
ابتسم الزبير وقال: لك ذلك، يا أخي بيدق. ولكم ذلك، يا قومي العزاء. من اليوم إلى أبد البدين
أنتم عتقاء، وأنتم أحرار، مثل أحدكم كمثل أي رجل من السد، بل مثل أحدكم مني كمثل ابن أخي
سهيل مني. من يقطع يد أحدكم، قطعت يده، ومن قتل واحدكم، فلن أهدأ حتى أقتله، ومن شتم
أحدكم أو أهانه فكأنه شتمني أو أهانني.
في هذه الثناء علت علمات السرور والفرحة وجوه الحاضرين ونظروا جميعا بإجلل إلى
الزبير، مما مل قلبه بالسرور، وأكمل: أنتم أحرار دون أي مقابل، بإمكان واحدكم أن يغادر الن،
ولن أسأل أين ذهب وماذا فعل.
لكن لي طلب، من أخ لكم، سأؤسس فرقة لن ينضم إليهم إل أفراد منكم. هذه الفرقة ستكون
مهمتها حمايتي وحراستي، إضافة لمهام خاصة وصعبة ل يمكن أن ينجزها إل عظماء أمثالكم.
فمن انضم إليها، قربته إلي ومنحته المال مقابل مهامه.