laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
أطلب منكم – إخوتي – أن تنضموا إليها، ولكم الحق أن ترفضوا أو توافقوا.
ومن اليوم كلكم أحرار، ولستم وحدكم في ذلك، كل العبيد في قبائل الكثبة – بمن في ذلك النساء
والطفال والمسنون – أحرار إلى يوم القيامة. وفرقتي هذه سأسمح للعبيد من سائر قبائل الكثبة أن
ينضموا إليها إذا وافقوا على ذلك.
رفع بيدق يده، وحركها وهو يهتف صارخا: يحيا الزبير... يحيا الزبير... يحيا الزبير...
وشرع كل العبيد يهتفون ويصرخون بالعبارة ذاتها وبعبارات أخرى مشابهة تبجل أعظم رجال
الكثبة.
ابتسم الزبير ابتسامة واسعة، واتجه إلى بيدق واحتضنه، وفي هذه الثناء تجمع العبيد حوله
وعلى مقربة منه، ثم أخذ يحتضن بقية العبيد، وتحول المشهد من اجتماع بين سيد وعبيد، إلى
عرس بين أهل!
لحقا أسس الزبير الفرقة، وعين بيدقا قائدا لها، وانضم لها كل عبيد السد من الرجال بل
استثناء، وانضم إليها الغالبية العظمى من عبيد الكثبة الرجال، في حين اختارت قلة قليلة ل تذكر
خيار عدم النضمام، ولم يحاسبهم الزبير تنفيذا لوعده. وجعلهم الزبير يلبسون لباسا تكون في
معظمه من اللون السود بما في ذلك العمائم السوداء، والحذية الجلدية طويلة العنق السوداء،
وتخلل لباسهم الموحد اللون البيض. وللمفاجأة في كل قتال لحق، لبس الزبير لباسا مختلفا لكنه
يشابه لباسهم في أنه في معظمه باللون السود ويتخلله اللون البيض. وأينما ذهب، وطيلة الوقت
لحقه حراس منهم لحمايته. ومنذ يوم تأسيسها، أمر الزبير بأن يتدرب أفرادها أقسى تدريب وأشد
تدريب على القتال، وأمر بتعويد أفرادها على النظام وتنفيذ الوامر بطاعة والهم بدقة متناهية،
ولم يمر يوم على أفرادها دون تدريب مجهد مضنك، لكن ذلك – على عكس ما قد يتوقعه البعض-
أفرح قلوبهم؛ لنه أمر حبيبهم وأخيهم الزبير!
بالتأكيد أن ذلك لم يعجب كثيرين من السياد الذين امتلكوا العبيد قبل تحريرهم، وهذا صحيح.
لكن الزبير عندما يأمر أحدا من أهل الكثبة بشيء فأمره ينفذ فورا ودون نقاش، وإل فإن سيفه –
الذي ل يصد – سيكون الرد.
لحقا باتت تعرف هذه الفرقة بفرقة "الزنوج"، ومع مرور اليام والسنين اقتنع جل الناس أنها
تضم أقوى مقاتلي البقاء وما حولها على الطلق.