laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
رغم أن الزبير بعد ما حدث بينه وبين سمية، ظن أنه أضحت لديه مناعة ضد أي ألم، وكان
مكسور القلب، رغم كل ذلك، لما سمع كل هذا الكلم من الداهية، كُسِر قلبه للمرة الثانية.
وقد عانق شعورَ الزبير بالحزن واللم مما فعله سليم، شعوره بالغضب؛ لنه رغم كل ما فعله
لسليم، فقد خانه النسان الذي عده ابنا له من كل ذرة في قلبه. صحيح، أن الزبير خان الملك
الهارب بدوره، لكن أغلب الناس يقبلون أن يؤذوا غيرهم، لكن من الصعب أن يتقبلوا أن يفعل
آخرون الشيء ذاته معهم!
***
واتخذ الزبير قراره بعد تفكير عميق، وحكم على من كان ابنه ذات يوم - على سليم - بالقامة
الجبرية هو وأهله في قصرهم.
“لماذا لم يجهز عليه الزبير نهائيا؟" لنه حتى لو خانه سليم فستظل له معزة خاصة في قلب
الزبير، كما أن الخير لم يرد للناس أن يقولوا إنه انقلب حتى على ابنه.
وبعد القرار، حزن سليم حزنا عظيما هو الكبر في حياته، ولم يفهم تصرف أبيه الزبير.
واجتمعت بسليم أمه سوسن.
"ألم أحذرك منه منذ اللحظة الولى؟!" قالت الم، التي أكسبها مَرّ السنين ومُرّها خبرة كبيرة
وحدسا ل مثيل له. وأكملت: هو إنسان خطير... لقد عرفت ذلك من اللحظة الولى، وتأكد لي كل
هذا بخيانته للملك الهارب، ومن ثم بخيانته لك وهو الذي يصفك طيلة الوقت بابنه!
دمّعت عينا سليم عندما سمع هذا الكلم، ثم أجهش الشاب الضعيف بالبكاء الشديد، فاحتضنته
أمه وقلبه قد كسر إلى البد، وتندم على إفساد العلقة مع أكثر إنسان أحبه في حياته.
ثم قالت بهدوء وثقة: ولكن، يا بني، ارض بما لديك الن، وإياك أن تتحدى هذا الرجل الخطير.
***
طلب سليم لقاء الزبير من الحرس الموجودين في قصر سليم، والذين أرسلهم الزبير لفرض
القامة الجبرية عليه. فنقلوا ذلك للزبير، ورفض ذلك، مما زاد من اتساع الشرخ في قلب سليم
الهش.
فأرسل سليم مع الحرس رسالة إلى والده، الذي لم يعد يعده ابنا له.
سارع الزبير لفتح الرسالة، وقرأ فيها:
"من سليم ابن الزبير ل ابن القائد الهيثم، إلى أبي الزبير جللة الملك المعظم،
تحية طيبة، يا والدي. أتمنى أن تكون بأفضل حال.
أما بعد،