رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

"هل عدت من جديد؟!" صرخ الزبير، وأكمل موبخا بعنف: انصرف، ما الذي سيكون قد


حدث؟!


مرت مدة، حتى عاد أحدهم، وطرق الباب، وقال: مولي، هنالك أمر جلل.


كان هذا صوت يعرفه الزبير جيدا، رغم أنه نادرا ما يسمعه، هو صوت بيدق أهم النسور


السوداء، وقائد فرقة الزنوج، الذي نادرا جدا ما تحدث.


فلما سمعه الزبير، أيقن بالفعل أن هنالك أمرا جلل قد حدث، وتفاجأ، وقال: بيدق!


نهض الزبير مسرعا من فراشه، وفتح الباب، فوجد حارسه المين بيدقا، ويقف خلفه حاجب


القصر المُوَبّخ مطأطئ الرأس خَجِل. وكان الشيب قد التهم كل رأس بيدق ولحيته وشاربه، والمر


مماثل لهلل والقرط، فقد شاب الرجال.


فسأل الزبير حارسه المين: ماذا هنالك؟!


حتى بيدق المقرب جدا من الزبير، لدرجة أن الخير ائتمنه على حياته، خشي إخبار الزبير بما


حدث، فقال: مولي، قيس والداهية وعدد من قادة الجيش والعيون ينتظرونك في القاعة الذهبية،


ويريدون إعلمك بأمر ما.


والقاعة الذهبية هذه، قاعة كبيرة خصصت من أيام ملوك الضياغم، لمناقشة الحروب والحالت


الطارئة والتخطيط لها.


اندفع الزبيرمسرعا نحو القاعة الذهبية، ودخلها، فوجد جمعا ضم قيسا قائد الجيش، والداهية قائد


فرقة العيون، وعددا من كبار قادة الجيش وفرقة العيون، والنسرين السودين الخرين هلل


والقرط، وأمامهم طاولة عليها حجارة ملونة بألون مختلفة فوق خريطة البقاء، وكل لون منها رمز


لجيش أو قوة معينة. وخلف الزبير وقف بيدق.


فلما رأى الزبير كل هذا، أيقن أن هنالك أمرا جلل بالفعل، وأن هذا المر الذي حدث يهدد ملكه.


فتح الزبير عينيه على أقصى اتساعهما، وتنفس بغضب وبسرعة، لكأن ألسنة النار انبعثت من


منخريه، مما زرع الرعب في قلوب كل الحاضرين بمن فيهم قيس والداهية والنسور السوداء،


رغم أن هؤلء جميعا، حتى الموت والحروب بالنسبة لهم أمور تافهة هينة ل قيمة لها.


مرت مدة من الصمت في القاعة، حتى قال الزبير بهدوء وغضب وبنبرة جافة: ما الذي حدث؟!


سكت الجميع بمن فيهم قيس والداهية.


فصرخ الزبير هائجا: ما الذي حدث؟!


بنهاية المطاف، وبعد صمت طويل، لم يجد قيس بدا من إخبار الزبير بما حدث، ل سيما أنه


صاحب أعلى رتبة من بين الحاضرين بعد الزبير، فقال: أمراء الثورة، خططوا لنقلب وثورة


جديدة، بمساعدة ملك القدماء، ودمروا معسكرنا الشرقي، وقتلوا معظم جنوده، وحدثت انتفاضات

Free download pdf