laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
***
بدأ الملك ذو الندب بتنفيذ خطته، وبدأت قواته تنسحب من شتى أرجاء البقاء، نحو مدينة الفتناء
في أقصى الغرب. وانسحب الزبير وزوجه وابناها وابناهما مع المنسحبين نحو الفتناء، وأخلت
قوات الزبير المعتزة. وحالما علم المير ريان بكل ذلك، بدأت قواته تزحف لحقة بقوات الزبير،
ودخل المير ريان وأمراء الثورة – عدا سليما – وسلطان القدماء زاهي وقواته المعتزة.
أما سليم، ففي يوم الثورة أرسل المير ريان – وفق تعليمات سمية وخطتها – خمسين مقاتل
تسللوا إلى المعتزة ثم إلى القصر حيث يسكن سليم وأهله، وقتلوا كل الحراس الذين يحرسون
القصر ويفرضون القامة الجبرية على سليم وأهله. وهرّبوا سليما وأهله إلى خارج المعتزة إلى
مكان آمن في قرية صغيرة في ضواحي المعتزة.
ولما دخل المير ريان المعتزة توجه إلى قصر الكثبة مع أمراء الثورة وملك القدماء، وسرعان
ما التحق بهم سليم.
وسرعان ما بويع المير ريان ملكا على البقاء، من قبل مناصريه، ومن قبل أمراء الثورة.
وأعاد تسمية قصر الكثبة بقصر الضيغم، وأعاد تسمية قاعاته – التي غير الزبير أسماءها –
بأسمائها القديمة. كانت تلك أمور بسيطة، إل أنها رمزت لشياء عظيمة جدا.
وفي المساء، اجتمع أمراء الثورة الربعة وسلطان القدماء بإحدى قاعات القصر. وقد بدت
الفرحة عارمة على محياهم جميعا، إل سليما الذي ظهر الهدوء والقلق عليه.
وبدؤوا يتبادلون التهنئة، والثناء، وتكررت كلمة "مبارك" مرارا وتكرارا.
ثم قال سلطان القدماء، مخاطبا الملك ريانا: لقد أوفيت بوعدي لك، والن ل أستطيع الستمرار.
ل أستطيع المخاطرة بمصالح شعبي، وبحياة جنودي، من أجل معركة هي ليست بمعركتهم...
المر الن بين يديك وحدك... بالتوفيق، فأنت على حق وهو على باطل.
أومأ الملك ريان برأسه للسلطان زاهي مبديا تفهمه.
ثم قال السلطان زاهي: ائذنوا لي الن.
وغادر القاعة؛ فقد أراد إعطاء مساحة خاصة لمراء الثورة، يتحادثون فيها براحة مطلقة.
وطفقوا من جديد يتبادلون التهنئة والفرحة والضحكات والبسمات ل تغادر وجوههم، عدا سليما.
"أخيرا سننتقم" قال الملك ريان.
"نعم، أخيرا سنعيش بسكينة وطمأنينة واستقرار من جديد" قال المغيرة.
لقد فرحوا جميعا، فقد اقترب كل واحد منهم من استعادة حقوقه ومن النتقام شر انتقام من
الزبير.