رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ابتسم قيس فرحا بذلك؛ لن السطورة – بنظره – الزبير سيغدو أخيرا المر الناهي لقبائل


الكثبة. وكذلك فرح الداهية.


عندها قال أحدهم: لنبايع الزبير.


فوقف أغلب القوم يريدون مبايعته.


لكن الزبير وقف وقال بصوت عال: يا قوم، قبل أن تبايعوني، أُشهد ال وأشهدكم أنني ل أزيح


ابن أخي عن منصب هو الحق به، وأشهد ال وأشهدكم أنني سأرجع له قيادة القبيلة ذات يوم عندما


يكبر وعندما يكون الوقت مناسبا.


ثم نظر إلى سهيل وقال: يا سهيل، يا ابن أخي، أنت أعز الناس على قلبي بعد وفاة أخي، وأنت


ابني، ولنني ليس لي أولد، فستكون كنيتي منذ اليوم "أبا سهيل"، وأريد من القوم جميعا أن


ينادوني بها. كن يا سهيل على ثقة أنني أحبك حبا جما ولم أخدعك ولم أسلب منك شيئا... إنما


استجبت للقوم لنهم أصروا.


فرح سهيل بكلم عمه الحاني، وشعر بثقة بالغة.


بينما طفق أهل القبيلة يبايعون أبا سهيل شيخا جديدا لهم، وقائدا لصحراء الكثبة بأكملها.


***


هل احتاجت النار المضرمة بصدر الزبير - رغبةً في تنفيذ خطته والثأر من قتلة جده - مزيدا


من الحرارة لتشتعل أكثر وأكثر؟!


هذا تماما ما حدث عندما زاره قيس.


فبعد مرور ثلثة أيام – فقط - من تنصيبه شيخا على قبائل الكثبة كلها، وبينما هو في داره، أتاه


صديقه.


تبادل الثنان التحية، وجلسا سوية في غرفة الجلوس، وضيف الزبير قيسا.


تبادل حديثا عاديا حتى قال قيس: أيها الزبير، متى سنشرع بتنفيذ خطتك وبالنتقام؟


ثم أضاف وهو ينظر إلى الزبير نظرات ملؤها الجدية والتصميم: يجب أن نفعل ذلك فورا.


فقال الزبير والنيران تخرج من عينيه: وهل تظن أنه قد مرت علي لحظة منذ مبايعتي شيخا لم


أفكر بها في الخطة وفي النتقام؟! هل تظن أنه مرت علي لحظة منذ ذلك الحين، لم أر فيها طيف


جدي وهو يخاطبني متسائل متى سأثأر له؟!


فقال قيس الذي لم تخف النار التي في صدره حماوة عن تلك التي بصدر صديقه: ل مجال –


أيها الزبير – للنتظار، لم يعد هنالك وقت!

Free download pdf