laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
تنهد الداهية، ثم قال بحزن وأسى: الزبير يريد الستسلم، وتسليم نفسه لكم، ولكن بشروط.
"ل نقبل ذلك" قالت سمية، وأكملت بغضب: يجب أن يقتل.
تفاجأ الداهية – الذي ل تفاجئه حتى أكبر المصائب - مما رآه من سمية، فهو مطلقا لم يتوقع مثل
هذا الكلم والتصرف، منها بالذات.
"وما هي الشروط؟" قال ريان بحزم وغضب.
فصرخت سمية وقد برزت عيناها في محجريهما -غير آبهة بكون ريان هو ملك معسكرها وأنه
المر والناهي فيه -: قلنا واتفقنا: يجب أن يقتل.
فنظر إليها ريان بحزم وقال بهدوء: ل خيار أمامنا، نحن نحاصره منذ ستة أشهر، ول أدري ما
مصادر البضائع والمؤن لديه. ويبدو أنه لن يخرج أبدا... ربما هذا هو الحل، أن يستسلم لنا.
فقال المغيرة مخاطبا سمية: ستحقن دماء كثيرة، إن وافقنا... ونحن حتى لو لم نقتله، فسوف
نفرض عقوباتنا عليه، وأقلها السجن مدة الحياة.
"ل أقبل" قالت سمية وعيناها قد برزتا أقصى بروز، وأكملت: أريد مقتله.
تفاجأ الداهية؛ فقد توقع أن يكون الرفض والنكاية إما من ريان الفاقد لملكه، أو من المغيرة الفاقد
لزوجته وأهله، خاصة أن كليهما مقاتل شرس ذاقت سيفه أجساد عشرات المقاتلين. لم يتوقع
الرفض والنكاية من امرأة هادئة ناعمة ل تستطيع إيذاء الحيوانات حتى، وليس لها خبرة في
الحروب والمكائد.
تجاهل ريان كلم سمية، وخاطب الداهية: ما الشروط؟
فقال الداهية فورا: لن نتحدث هنا... الزبير يريد أن يذهب أحدكم إليه؛ ليتأكد من حسن نيتكم
وأنكم لن تغدروا به، إذا تمكنتم منه بعد أن يستسلم لكم لحقا.
فصرخت سمية بغضب: مستحيل.
وقال ريان فورا: أخبرنا هنا الن بشروطك.
فرد الداهية فورا: ل... الزبير يريد أن يتأكد أنكم لن تغدروا به... هذا أول شروطه وأهمها.
وأنت تعلم جيدا أنه ل يمكن أن يؤذي رسولك أو رسول سواك، بعد ما حدث لسود الوجه الحنشي.
"هذا صحيح" قال المغيرة.
فقالت سمية: مستحيل، لن أسمح بذلك.
فقال ريان: اهدئي قليل... لن يحدث شيء للرسول.
فردت: لن يحدث ذلك إل على جثتي.