رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فقط... وماذا حدث بعد ذلك؟! عاد البن الخائن ليخون أباه، وهذه المرة يريد أن يساعد أعداءه في


قتل أبيه... هذا أمر غير مستغرب من شبه رجل تربى على يد النساء.


أثناء هذا الكلم الذي قاله الزبير بقسوة بالغة وغضب عارم وإهانة جارحة، وحركته العنيفة


القوية ذاهبا وراجعا، اجتاح الخوف قلب الشاب، وشرع يبكي بحرقة.


ثم قابل الزبير سليما، واقترب منه، وهو يرتجف أشد ارتجاف، ودقات قلبه وأنفاسه سريعة


سرعة غير معقولة. أجهش سليم بالبكاء؛ خوفا من الزبير ومما قد يحدث وحزنا على أبيه وحبا له.


"ل تبكِ، يا بني. ل تبكِ" قال الزبير وهو يمسح دموع سليم ببرود.


ثم أكمل: ما أخبروك به صحيح... الزبير لن يقتل ابنه... وأنا لن أقتل ابني.


ثم استل الزبير خنجره الذهبي بسرعة، وطعن سليما بقوة وعنف حتى اخترق الخنجر أحشاء


الشاب بعمق، وقال الزبير: لكنك لست ابني.


ثم طعنه الثانية بصفات الولى نفسها، وهو يقول: لست ابني، أيها الخائن.


ثم طعنه الثالثة بصفات سابقتيها نفسها، وهو يقول: أبناء الزبير الحقيقيون ل يخونونه.


تفاجأ سليم أقصى مفاجأة، ولم يصدق ما يحدث. وجزن حزنا عظيما؛ لن الزبير – أباه – قتله


بيديه.


حتى قيس والداهية ساءهما ما حدث – رغم علمهما المسبق بأنه سيقع- وذلك لنه أمر سيئ جدا


أن يقتل الب ابنه، ل سيما مع علمهما بمحبة الزبير العارمة لسليم. وأغمضا عيونهما حزنا.


أما وفد ريان، فهالهم ما رأوه من قتل رسول، المر الذي لم يحدث منذ ما يزيد على ألف عام


في البقاء كلها وما جاورها.


فطفقوا يصرخون وأفواههم وعيونهم مفتوحة على أقصى اتساع.


"قذر"، "وغد" ،"كيف تقتل رسول؟!" ،"أيها الخائن الحقير"، أمثلة على العبارات التي


صدرت منهم.


في هذه الثناء، كان سليم قد سقط قتيل على الرض، ثم نظر الزبير إلى جثته باحتقار، ثم قال:


خذوا هؤلء الكلب، واصلبوهم جميعا على باب الفتناء. وخذوا رأس هذا الكلب الخائن واغرزوا


رمحا فيه، وضعوه على باب الفتناء.


"تبا لك" ،"ستدفع الثمن غاليا" ،"لن يتركك الملك ريان بعدما فعلته"، هي بعض العبارات التي


صرخ بها أعضاء الوفد دون فائدة، فقيس والداهية نسيا حزنهما، وانضما إلى سائر العدد الكبير


من جنود الزبير، وبدؤوا تنفيذ تعليماته بحذافيرها.

Free download pdf