laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
الزبير علم جيدا بالعار الذي سيلحقه مدى عمره، بعد قتله للرسول، ل سيما وأنه ابنه. فبعدما
فعله أسود الوجه الحنشي، اعتبر قتل الرسول أقبح فعل يمكن لي امرئ فعله. غير أن الزبير الذي
ضحى حتى بأخيه من أجل مصلحته، وفي تلك اللحظات التي وضع فيها بين خيارين إما أن يخسر
كل شيء – حتى حياته – أو أن ينجو من هذه الحرب، قرر فعل أي شيء لكي ينتصر..
أما الداهية، فقد تعمد عند ذهابه إلى ريان ومن معه، التصرف على أنه مهزوم، وإخفاء ابتسامته
الصفراء، والتظاهر بأنه يسعى للصلح، حتى يقنعهم بأن يرسلوا سليما معه، وهذا أقصى درجات
الدهاء، وهو ما امتاز به.
***
فقبل شهر ونصف من قتله لسليم، أرسل الزبير – عبر الحمام الزاجل – رسالة إلى ملك ياقوتة
حازم.
ولبعد المسافة بين الزبير والملك حازم، تنقل الحمام الزاجل من الفتناء إلى منطقة ثانية في
البقاء، ثم تنقل حمام زاجل آخر من منطقة إلى أخرى في البقاء، وتكررت المسألة، حيث استلم
عيون الزبير رسالة الحمام الزاجل وعاودوا إرسالها بينهم، حتى وصلت في النهاية إلى الملك
حازم.
أخبره الزبير من خلل الرسالة أنه مستعد أن يتخلى عن نصف أراضي البقاء ونصف أملكها
له، في حين سيذهب النصف الخر من الراضي والملك لملك الهيجاء أنيس، وكل هذا مقابل أن
يرسل ملك ياقوتة قواته لمساعدة الزبير، وبعد الحرب ضد ريان، على ملك ياقوتة أن يرسل قواته
لمعاونة ملك الهيجاء أنيس ضد أعمامه. وفي المقابل يتخلى الزبير عن الملك، على أن يستلم مدينة
بحران، ويغدو أميرا لها، وله حكم ذاتي فيها.
فأرسل ملك ياقوتة رسالة للزبير يعلمه فيها بموافقته على العرض.
بعدها غادر الزبير الفتناء في قارب صغير عبر بحر الدم الصغير جدا، بصحبة النسور السوداء
فقط، حتى وصل الهيجاء.
ثم سافر عبر أراضي الهيجاء حتى وصل عاصمتها القاسمة ثم قصر الملك أنيس، وطلب لقاء
مستعجل مع الملك، فوافق الخير فورا.
حيا الزبير الملك أنيسا، فبادله التحية، وجلس الملك أنيس على كرسي العرش في آخر القاعة،
بينما وجدت الكراسي بالعرض أمامه على اليمين والشمال. وطلب من الزبير الجلوس على إحدى
الكراسي في القاعة هائلة التساع، فجلس الزبير ووقف النسور السوداء حوله، بيدق أمامه وهلل
والقرط خلفه على اليمين والشمال – على الترتيب-.
ثم ضيف أحد الخدم الملك أنيسا من القهوة وضيف الزبير منها.
طفق الثنان يشربان، حتى قال الزبير: أيها الملك أنيس، لدي عرض لك.