laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ففي ظهيرة اليوم نفسه، توجه عشرة جنود صحبة الزبير - بأمر منه - إلى إحدى غرف القصر
حيث جلست حورية وابناؤها الربعة زبيدة وحسن وروان وعامر، ووقف بالغرفة عكرمة كعادته،
وجلست الجارية زمردة.
دخل الزبير ومن معه الغرفة، وألقوا القبض على عكرمة - الذي لم يجد فائدة من المقاومة –
وغادروا الغرفة. عرفت حورية أن الزبير يخطط لمر ما. وفي تلك اليام كانت المرأة قد انكسرت
شخصيتها منذ حبسها الزبير، وحل الضعف والهشاشة محل القوة والغرور فيها. لهذا كله قالت
والخوف يحتلها: ماذا تريد أن تفعل؟!
"ل شيء، ل تخافي" قال الزبير بثقته وهدوئه المعتادين.
ثم نظر إلى زبيدة وحسن، وقال: أريدكما أن تأتيا معي.
"ل تلمس أولدي" صرخت حورية بجنون وخوف، وأكملت بالطريقة نفسها: ماذا ستفعل
بهما؟!
فأجاب الزبير: لن أفعل بهما شيئا... أقسم لك بروح جدي.
وخافت زمردة، وجعلت تصرخ: مولي، أرجوك، ل تؤذهما... أرجوك...
ثم نظر إلى روان وعامر، ثم عاود النظر إلى حورية، وقال: أولدك غالون علي كأولدي
تماما.
لم تقتنع حورية – الملكة – بكلمه، وركعت على الرض، وحاولت تقبيل قدميه، وهي تقول:
أرجوك، سأفعل أي شيء تطلبه، لكن ل تلمس أولدي بسوء.
ساء الزبيرَ ما حدث، وقال: ل يصح مثل هذا... أنتِ ملكة وزجة الزبير.
لقد أشفق عليها في تلك اللحظات، وتذكر حورية القديمة القوية التي يهابها أشرس الرجال، ذلك
شعور متناقض غريب من الشفقة؛ لنه هو من دمرها وجعلها امرأة ضعيفة هشة بل شخصية.
فبكت بضعف وجنون، وأمسكت ساقيه، وهي تقول باكية صارخة صراخا جنونيا: أرجوك...
أرجوك...
فنادى الزبير بصوت عال: علياء.
فدخلت نسوة يلبسن لباس نساء قبائل الكثبة، وأخذن حورية التي ظلت تقاوم بعنف – هي
وزمردة - لكن دون فائدة. وانكب أبناؤها الربعة يحاولون حمايتها، وقد اجتاحهم الرعب والفزع
والخوف، وحتى ابنا الزبير من صلبه روان وعامر، انطبق عليهم هذا. لكن محاولتهم باءت
بالفشل، فعدد النسوة فاق العشرين، وكن من نساء الكثبة البدويات القويات جسديا.
وبعد أن ساق نسوة الكثبة حورية – الملكة – خارج الغرفة، نظر الزبير إلى زبيدة وحسن اللذين
ما زال الرعب في قلبيهما، وقال: تعال معي.