laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
"ماذا تريد أن تفعل بنا؟!" سأل حسن ببراءة.
"ل شيء" قال الزبير بهدوئه وثقته، وأكمل بالطريقة نفسها: هل آذيتكما يوما؟! هل تعتقدان أنني
يمكن أن أؤذيكما يوما؟! أنتما ابناي.
فخضعت زبيدة وحسن لمر عمهما – الذي أحباه بجنون وأحبهما بجنون – وغادرا الغرفة معه.
خرج الزبير وسط حراسة مشددة – ضمت النسور السوداء – صحبة زبيدة وحسن، حتى بلغوا
جميعا سور الفتناء، الذي اتسم بالسمك، وبإمكانية الوقوف والحركة عليه بسهولة. وهناك وقف
قيس والداهية.
صعد الزبير والنسور السوداء وزبيدة وحسن السور، ووقفوا عليه.
نظر الزبير إلى زبيدة وحسن بجدية وحسم، وقال: ما سيحدث الن مجرد تمثيل، ولن أوذيكما
مهما حدث، حتى لو لم يستجب والدكما.
توجس الشابان خيفة، وسأل حسن: ماذا ستفعل بنا؟! وما دخل أبي؟!
فتجاهله الزبير.
لم يصدق الشابان كلم الزبير؛ لنهما أيقنا أنه مستعد للذهاب إلى النهاية لتحقيق أهدافه. بيد أنه
صدق بالفعل بكل كلمة قالها.
ثم أنشأ الزبير يصرخ: أيها المغيرة... يا سمية، يا ريان.
صوته الجهوري القوي، بلغ معسكر ريان، وسرعان ما نادى الجنود ملكهم ريانا والمغيرة
وسمية، فأتوا.
كان رأس سليم على الرمح يحيط بالزبير، ويحيط به الرجال المصلوبون الذين يتعذبون، إذ
تقتلهم أشعة الشمس ببطء.
ولما أتى المغيرة ومن معه، صرخ الزبير بصوته الجهوري القوي: لقد رأيتم إلمَ قاد طيشكم
وشركم.
وأشار إلى رأس سليم والمصلوبين حوله.
ثم أكمل بالصوت نفسه: والن، إذا ظللتم مصممين على ما تفعلونه فسأقتل ابني المغيرة زبيدة
وحسنا.
فبدأت زبيدة وحسن بالرتجاف، واجتاحهما الخوف والرعب دفعة واحدة.
"كيف تفعل هذا، يا عمي؟!" صرخ حسن سائل ببراءة وخوف.
وقالت زبيدة ببراءة وخوف أكبر صارخة: أرجوك عمي، ل تفعلها.