رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فسكت ريان مذعنا، وقام المغيرة، واتجه إلى كل قواته، وأخبرهم بأنهم سيرحلون معه إلى


الفيحاء.


وقبل أن يرحل طلب من أحد كبار قادة جيش ريان اللحاق به لحقا، وإخباره ماذا صنع الزبير


بابنيه.


وبينما طفق المغيرة ورجاله بالرحيل، صرخ الزبير بصوته الجهوري: لئن عدتَ – أيها المغيرة


– لقتلنهما فورا، دون أن تأخذني بهما رأفة.


أنصت المغيرة جيدا لهذه الكلمات، وقرر أن يرحل دون عودة إلى البد.


بعد رحيل المغيرة وقواته من معسكر ريان، أمر الزبير جنوده ففكوا وثاق زبيدة وحسن، وفورا


حضن أحدهما الخر، وهما يرتجفان خائفين تعلو الزرقة بشرتهما وشفاههما.


بعد مدة نظرت زبيدة إلى الزبير بعينين حادتين قاسيتين وبحنق وغضب عارمين، لم يشهد


الزبير لهما مثيل على زبيدة قط، وقالت بغضب: كيف تفعل هذا بنا؟!


ثم قال حسن بغضب وحنق مماثلين، وبقسوة شديدة، وبنظرة مماثلة: أنت لست عمنا... ول تعني


لنا شيئا منذ هذه اللحظة.


حزن الزبير كثيرا وتألم من هذا الكلم أقصى ألم، وأغمض عينيه شجنا، ثم رحل عنهما


بسرعة. وفي تلك اللحظات تذكر كل لحظاته معهما، بما فيه لحظات لعبه معهما وهما طفلن،


ولحظات إهدائه الدمية والسيف والحصانين لهما، ولحظة أحضر لهما الشبل، وكيف طفق الثلثة


يداعبونه، تذكر كل لحظاته معهما، وأيقن أنها رحلت دون عودة. أما قيس والداهية فقد حزنا


وتألما؛ لنهما علما جيدا مبلغ محبة الزبير لزبيدة وحسن، وأنه يتألم بعد اضطراره لفعل ما فعله.


فبعد أن ضحى الزبير بكل شيء، ضحى بمحبة الشابين له، رغم أنه لم يكن ليقتلهم لو عاند


المغيرة ورفض المغادرة؛ فقد صدق في وعوده لهما ولمهما.


عاد الشابان إلى أمهما في غرفة نومها، بعد أن أطلق النسوة سراحها، ووجدا روانَ وعامرا


وزمردة، بانتظارهما مع حورية.


وحالما رأت الم ابنيها، ركضت نحوهما وركعت على ركبيتها، واحتضنتهما، وقد زاد بكاؤها


وسالت دموعها غزيرة، إذ إنها بكت بحرقة قبل مجيئهما.


"الحمد ل" قالت باكية، وأضافت: الحمد ل أولدي بخير.


ثم انضم إليهم روان وعامر، وحضن الخمسة بعضهم بعضا.


ثم قالت حورية: اللعين كاد يقتلكما فيقتلني.


وطفق الخمسة جميعا يبكون.

Free download pdf