laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
غضب الزبير من كلم ريان، وقال: الن حانت نهايتك، أيها الوضيع.
ثم نظر إلى النسور السوداء، وقال: ل يقتربن أحد منكم من المبارزة بيني وبينه. هذا أمر خاص
بيننا وسأصفيه بنفسي.
لم يقتنع بيدق والنسران السودان الخرن بذلك، فصرخ الزبير: هل هذا مفهوم؟
فأومؤوا برؤوسهم، وتجنبوا القتال.
تبادل الزبير وريان نظرات الحقد والكره، لكأنهما وحشان سيأكل أحدهما الخر. في تلك
اللحظات لم يكن ما سيحسم المبارزة قوة الثنين في القتال، بل بالحرى معنويات كل منهما
ونفسيته والحافز لديه.
ريان، كان أفضل من هذه الناحية؛ فالزبير دمر حياته، وقتل أباه وأمه وأخته وسلب ملكه.
كاد الغل في جوف ريان يفجره، فانطلق نحو الزبير صارخا: أيها الحقير.
فانطلق الزبير نحوه وهو صارخ: إني قاتلك.
واشتبك الفارسان على مرأى من النسور السوداء الذين – رغم شدتهم وقوتهم وتقدم عمرهم
وكثرة حروبهم – لم يشهدوا مبارزة أقوى من هذه.
ضرب ريان بسيفه يقصد الزبير فصد الزبير الضربة بسيفه، فضرب ريان من جديد فصد
الزبير ضربته بخنجره، ثم ضرب الزبير بسيفه يقصد ريانا، فصد الخير ضربة الزبير بسيفه.
وهكذا تكرر القتال بينهما، وكانت محاولت ريان أكثر وأقوى لقتل الزبير، في حين صد الزبير
ضرباته حينا بسيفه وحينا بخنجره وحينا بالثنين معا. وكذلك هاجم الزبير ريانا مرة بسيفه ومرة
بخنجره ومرة بالثنين معا، لكن ضرباته كانت أقل عددا وقوة من ضربات ريان.
وفي خضم المبارزة حامية الوسيط، صرخ ريان، وضرب بسيفه يقصد رأس الزبير، فأزاحها
الزبير محاول تفادي الضربة، إل أن رأس سيف ريان جرح وجه الزبير في الناحية اليسرى جرحا
طويل كبيرا.
فتحسس الزبير خده اليسر، حيث الدماء السائلة ثم نظر إلى كفه وهو يحرك دماءه بأصابعه،
ثم صرخ بغضب عارم ل مثيل له: آااااااااااااااااااااااااه.
هم بيدق والنسران السودان بالهجوم على ريان؛ لنقاذ الزبير، فصرخ الخير ناهرا إياهم: ل
تهاجموه... لن أموت جبانا... الزبير لن يموت جبانا... اتركوني أقاتل وحدي... وأنا أصل لن أقُتَلَ
من قبل هذا الضعيف المدلل... إني قاتله مهما حدث.
تفهم النسور السوداء، أن هذه المبارزة كانت بين رجل ورجل، ول يصح لهم التدخل، فنفذوا
أمر الزبير، وقرروا عدم التدخل.